الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

في الجهة الأخرى من الخريطة يوجد رجل .. يتجرع القوافي  جهراً..  يحتسي  خمر القصائد في حانات الغربة الطويلة وحيداً يفرغ كأس الروعة الأخيرة عند حافة باب غرفتي ، يباغتني  ، يلقيها قدحاً من  أقرب منافذ القلب .. يخبئ معلقة حبه  المعتقة  ينقحها حولاً تحت عباءته العتيقة  .. وينشد أغنياته حتى مطلع الفجر يروضها ، يطوعها ..يعلقها في سوق عكاظ العروق  يدونها بماء الذهب على أستار الروح  ،تنمو أعراف  النخيل على راحة يده ، لصوته امتداد الصحراء . ولصدى همساته  رحابة البادية .

حضور


لا يتقن التأنق في الحضور سواك ، عند ميلاد اللحظات التي تحتوينا  أفقد قدرتي على الكلام ، أمتهن الصمت أمام هذا السخاء ، أصيخ السمع ، أنصت .. أتأمل  وكأن كل كائنات الكون  تتهيأ للرقص على أنغام هذا الحضور الباذخ للروعة ، المسرف في التأنق والجمال ..

تلك الليلة

. تلك الليلة
كانت العاصمة تحترق وكنتُ
أبحث عن الأمن فيك ... عن الحياة من خلال التحدث إليك .. في حضرة اللقاء الافتراضي بك يجلس الوطن حزيناً بيننا .. وكأننا جلسنا متقابلين نرشو الصمت لينطق ، يصرخ بيننا .. كنتَ هناك وكنتُ هنا أشعارات تأتيني منك .. وإشارات تذهب مني إليك .. لكننا ورغم تواصلنا لا نتحدث ... بل نغرق معاً في تفاصيل حديث حزين صامت بيننا
كانت الطريق إلى طرابلس مرصوفة بالدم وكانت عاصمتنا تنزف ونحن لا نملك إلا الترقب والصمت حزناً.