الأحد، 5 أكتوبر 2014

اشتعال



تتبعثر الكلمات .. تتشتت .. تتوه .. تغيب  .. لكنها تعود تتجمع ثم تقف  عند أعتابك ..تنحني لك .. تسجد ثم تستقيم كل الحروف ..فيكون  حبك مرسوما مختوما موقعاً   وصادراً  بجلالة الكلمات  .
و أعود فأقول لازلت يا سيدي تختبئ بين سطور كلماتي ، في انحناءة الياء أجدك.. وفي قوس الهمزة  تستريح وحول السكون تلتف ومع استقامة الألف تقف .
وأقسم بك بعد الله لولاك ما كانت  لتُخلق السطور ولا تولد الكلمات ، ولو حبك ما كانت أبجدية الحرف أكتبها ولسوف
أكتبك خلال السطر وبين السطر وفوق السطر ، وأتوه بحبك من السطر إلى السطر   أتنفس عبق الحبر المكتوب بك معطراً بالعشق والتيه والاشتياق من الألف  ... إلى الياء ، وأقول  لا زال جســـــــد  كلماتي مثقل بالكثير الكثير والقلم  مسجي على الورقة ولازلتُ أتطلع إلى السقف وأحلم  ، أشاهد تشققات وأتخيل عوالم وأصقاع  أمارس حلماً لذيذاً وأرحل عبر جزر نائية عائمة .
وسط هذا البحر المتلاطم بين مد وجزر ، أخذ وعطاء ، شد وجذب  تبرز صورتك قابعة في بؤرة الاشتعال والتألق  فأتمنى أن أقولك ، أكتبك ، أعيشك ، أتنفسك .
سري لا بد أن تسمعه عندما يتخاطر  القلبان سأبوح به بصوت خافت وأتمنى أن يصلك عبر  أسلاك لا مرئية ،
لكنها أسلاك موقوتة قابلة للاشتعال في أي لحظة وفي كل لحظة تشتعل الكلمات فتبوح بالسر .
لم أكن أعتقد بأنني سأقابل إنسان في مثل هذه الروعة وهذا السمو
أجول ببصري في كل أنحاء غرفتي فأجدك في كل زاوية تبتسم .. وحتى عندما تسرقني مشاغلي وتخبو الذاكرة ..
أخبئك بين طيات اللحظات النادرة التي تأتي ولا بد أن  تعــــــــــــــود وأجدك تبعثر الكلمات .. تسكب الحبر برائحة
العطر  تضع النقطة  في نهاية الكلام كل ليلة ، تذيل نهاية الورقة بأثر طيب لك،  تبصم بوردة حمراء لا مرئية  ثم ترحل .

خيرية فتحي عبد الجليل .