في الجهة الأخرى من
الخريطة يوجد رجل .. يتجرع القوافي جهراً.. يحتسي
خمر القصائد في حانات الغربة الطويلة وحيداً يفرغ كأس الروعة الأخيرة عند
حافة باب غرفتي ، يباغتني ، يلقيها قدحاً
من أقرب منافذ القلب .. يخبئ معلقة
حبه المعتقة ينقحها حولاً تحت عباءته العتيقة .. وينشد أغنياته حتى مطلع الفجر يروضها ،
يطوعها ..يعلقها في سوق عكاظ العروق يدونها بماء الذهب على أستار الروح ،تنمو أعراف
النخيل على راحة يده ، لصوته امتداد الصحراء . ولصدى همساته رحابة البادية .